أعوذ بالله السميع العليم من الشيطن الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد
اللهم عجل ثم قرب فرج ولي أمر المسلمين الحق الإمام محمد المهدي عليه السلام
اللهم العن من انتحل نحلته و مقامه و لقبه الشريف بغير حق إلى قيام يوم الدين
هذا هو نص محاضرة التطبير سلوك الأنبياء والأوصياء والتي ألقاها الشيخ ياسر الحبيب في حسينية سيد الشهداء عليه السلام في لندن في ليلة الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام عام 1429
هذه الليلة هي ليلة استشهاد سيدنا ومولانا الإمام علي ابن الحسين زين العابدين صلوات الله وسلامه عليهما
وبهذه المناسبة الأليمة نذكر هذه الكلمة
نحن نعلم بأن أدق أجزاء جسم الإنسان ما هـو ؟
العين،،، العين هي أدق أجزاء جسم الإنسان وأكثرها حساسيةً وأرق أجزاء جسم الإنسان أيضاً
هذه العين جداً رقيقة وجداً حساسة ودقيقة
ولذلك أصعب العمليات الجراحية ... هي جراحة العين
وأخطر ما يصيب الإنسان من الكدمات (الكدمات الخارجية) يقول الأطباء الكدمات التي تقع على العين لأن العين رقيقة جداً بسرعة تتأثر بسرعة تتلف.
وأكثر أجزاء الإنسان أيضاً التي تحتوي على عروق وشعيرات دموية وأعصاب هي العين أيضاً
هـذه العين وظيفتها إلى جانب البصر والنظر، وظيفتها أيضاً التنفيس عن الهموم والانفعالات العاطفية .. كيف؟
أنت تنفعل عاطفياً فالدماغ يرسل إشارات إلى الغدد الموجودة في العين... هنالك في العين تسعة وأربعين غـدة، واحدة منها غدة رئيسية وثمانية وأربعين يسمونها الغدد المساعدة ( الغدد المساعدة للعين).
هذه الغدد وظيفتها تفـرز شنو؟
الدموع،
تجعل الدموع تسيل من العين فالإنسان ينفس عن همومه، ينفس عن انفعالاته وعن أحزانه،
الغدد هـذه ماذا تصنع ؟ ماذا تفعل ؟
تقـوم بتحويل الدم، ( تـخرج منه البخار لأن الدم فيه البخار)، تأخذ بخار الدم تكـثـفه فتنزله على شكل سائل، هذا السائل هو الدموع.. الدموع التي تجري من عيون الإنسان.
إذا الإنسان بكى بشكل ٍ متواصل، وانتم تلاحظون هذا الشيء كل إنسان يلاحظه.. ( إنه هذا الإنسان الذي يبكي بشكلٍ متواصل ) مع مرور الوقـت يشعر بنوع من الآلام في عينيه والحرقة أيضاً،
ما هو السبب ؟
لأنه هذه الغدد تبدأ بفـرز هذه المادة ( اللي هي بخار الدم ) تكـثفها وتحولها إلى دموع ( إلى سائل ) بعد مدة هذا البخار يخلص خلاص ( لا يبقى منه شيء ) ولذلك الغدد لا تتمكن من أن تفـرز المزيد من هذه المادة.
فماذا يحصل ؟
يحصل هنالك احتقان في هذه الغدد ، حينما يحصل ( احتقان ) .. العين لا تفرز فيها هذه المادة (مادة الدموع) فلا يحدث فيها ترطيب ( ما يصير عندها ترطيب هذه المادة السائلة ما ترطب العين) ولذلك الإنسان يشعر بحرقة لأنه العين تحتك مع الغشاء الذي يحوط بها فيحصل فيها نوع من (الاحتقان) والجروح الطفيفة .
فإذا واصل الإنسان البكاء بسبب مثلاً انفعاله الشديد لمدة من الزمن افرضوا ساعتين ثلاث ساعات ما يتوقف عن البكاء تلاحظون أنــّهُ عيناه أصبحتا باللون الأحمر،،، الغدد تريد أن تسحب شيئاً حتى تفرزه في العين،، فماذا تسحب في هذه الحالة؟ بعدما خلص البخار؟ ..
تسحب الدم نفسه ( الدم نفسه تسحبه ثم تفرزه) فيخرج من عينيّ الإنسان دماء،، وهذا مرض أيضاً يصيب بعض الناس ( بعض الناس الذين عندهم مشكلة في هذه الغدد ) الغدد هذه معطلة أو لا تعمل بشكل طبيعي فيجدون بأنهُ الدماء تـُفرز من العينين.
طبعاً الألم الذي يصاحب نزول الدم أو نزف الدم من العينين ألـمٌ لا يطاق. جداً ألم شديد إلى أقصى درجة لا يطاق هذا الألم .
والأطباء يقولون أن هذا من أخطر أمراض وأعراض العين. لأنه إذا استمر الإنسان تفرز عيناه دماء فأنه يؤدي هذا على المدى المنظور إلى العمى (العمى المطلق) خلاص .
الآن استوعبنا هذه الحقيقة العلمية، تعال معي إلى الإمام زين العابدين صلوات الله عليه حتى ننظر إلى جانب ٍ معين من جوانب حياته الشريفة.
في الرواية الشريفة عن الإمام زين العابدين التي يرويها شيخنا العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه ماذا يقول؟
يقول كان إذا قــُدّم لعلي بن الحسين قدحٌ من ماء ، نظر إليه فكان يبكي دماً إلى أن يملأه (إلى أن يملأ هذا القدح) قدح الماء (يملأه من الدم).
لماذا ؟
لأنه تذكـّر أباه الحسين صلوات الله وسلامه عليه الذي ذبحوه عطشاناً .
الإمام زين العابدين دقـقـوا ها في الرواية ، ما كان حينما يقدم له الماء ليشرب ، يبكي دماً وخلاص تسكت الرواية مثلاً يبكي متواصلاً فتخلص الدموع فهاي الغدد تتوقف عنده أو يحصل فيها اشكال فيخرج دم نقطة نقطتين وخلاص يتوقف ، لا،
يستمر في البكاء دماً إلى أن يملأ القدح نفسه ( نفس القدح يمتلأ دماً) يعني كم هو مقدار الدم الذي خرج من مآقي الإمام السجاد صلوات الله عليه .
طبعاً سبحان الله هاي الغدد لها قنوات ، اثنا عشر قناةً بالضبط (هاي القنوات هي اللي توصل الدموع من الغدد إلى خارج العينيين ) اثنا عشر قناة ً بعدد الأئمة الأطهار الأثني عشر صلوات الله وسلامه عليهم .
على أي حال الإمام زين العابدين كان يبكي دماً وبإرادته.
بالنسبة إلى المعصومين، بالنسبة إلى المعصوم لا يمكننا أن نعتبر أي عمل ٍ أو أي فعل ٍ يصدر منه إلا أن يكون بإرادته، لأنه معصوم يختلف عن سائر البشر.
بملاحظة هذه الرواية، الإمام زين العابدين بكى دماً، عرّض عيونه لهذا الألم الشديد، لهذا الضرر الشديد، قلنا أنه الدماء إذا أفرزت من العينين تسبب مع مرور الوقت العمى، يعني الإمام عرّض نفسه إلى ضرر ٍ شديد وبإرادته ولم يكن يتوقف إلى أن يمتلأ ذلك القدح من الدم فلا يشرب ، الإمام زين العابدين صلوات الله عليه ، وهو حجة الله على خلقه ، اختار أن يصنع هذا الصنيع وبإرادته وأن يدمي نفسه مواساةً واستذكاراً لأبيه الحسين صلوات الله عليه.
فعلى أي أساس؟
يأتي بعض القاصرين في هذه الأيام ، ممن انهزموا أمام الحضارة الغربية وأمام المخالفين ، ليقولون أيها الناس الإدماء حرام ٌ على الحسين؟
ليش الإدماء حرام على الحسين ؟
يقولون للناس لا تواسوا الحسين وأهل بيته وأصحابه فتطبروا رؤوسكم ، تدمون أنفسكم هذا من أفعال الجاهلية ،
على أي أساس ؟
هذا من فعل الإمام المعصوم، زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه ، والإمام المعصوم اختار أن يخرج الدم من عينيه اللتان أو اللتين هما أرق وأدق وأكثر أجزاء جسم الإنسان حساسيةً ، فهذا الذي يـُـخرج من رأسه شنو الإشكال ،بطريق ٍ أولى يكون فعله جائزاً ومستحباً ، وإلا يمتد الإشكال إلى الإمام زين العابدين لو كانوا يعقـلون ، يمتد الإشكال حتى إلى الإمام الرضا صلوات الله عليه الذي يقول :
إن يوم الحسين شنو؟
أقرح جفوننا (أقرح .. شوف) تقرح صار في أجفان العينين، نفس الحالة يعني بعد الدم يصير عفواً بعد الدمع يصير دم وبعد الدم يصير تقرح في العيون ، إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا ، هذا الإمام
زيــــ ،،،،،، الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه يصرح به في روايةٍ صحيحةٍ رواها الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه.
إذا كان جائزاً للإنسان أن يعرّض نفسه إلى مثل هذا الضرر الشديد الذي يخاف معهُ على العينين من العمى ، إلى هذه الدرجة .
فعلى أي أساس لا يجوز له أن يدمي نفسه من رأسهِ أو من ظهره من أجل الحسين صلوات الله عليه أو استذكاراً لآلام الحسين ، مواساةً للحسين أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه؟
من يطرح هذا الشيء ويشكك الناس في الشعائر الحسينية المقدسة، اعلم أنه ليس بعالم ٍ أصلاً،
اعلم أنه ليس بعالم ٍ أصلاً
لماذا ؟
لأن الروايات الشريفة التي بحوزتنا تؤكد على أن الإدماء للحسين عليه السلام مستحبٌ بل في أعلى درجات الاستحباب ، أنبياء الله صلوات الله عليهم ، الله عز وجل أدماهم ، جعل الدماء تخرج من أبدانهم مواساةً للحسين عليه السلام ، لاحظوا معي هذه الروايات :
العلامة المجلسي والشيخ الطريحي (شيخ فخر الدين الطريحي) رويا هذه الروايات والشيخ المجلسي يقول هذه الروايات رأيتها في الكتب المعتبرة ( نقلتها من الكتب المعتبرة ) مو أي روايات ( يعني هي رواياتٌ معتبرة) فماذا يقول:
يقول: إن آدم لما هبط إلى الأرض لم يرى حواء (لأنه الله انزل آدم في مكان وحواء في مكان ٍ آخر) فصار يطوف في طلبها (يروح يطوف الأرض حتى يبحث عن حواء) فمر بكربلاء (وصل إلى كربلاء) مر بها فاغتم وضاق صدره من غير سبب وعثر في الموضع الذي قتل فيه الحسين ، دقق ، حتى سال الدم من رجله فرفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي هل حدث مني ذنبٌ آخر فعاقبتني به ؟ ، فإني طفت جميع الأرض وما أصابني سوءٌ مثلما أصابني في هذه الأرض ، فأوحى الله إليه : يا آدم .. ما حدث منك ذنبٌ ولكن يُـقتل في هذه الأرض ولدك الحسين فلما ، عفواً ، يُـقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلما ، فسال دمكَ موافقة ً لدمه ......... هذا واحد.
وإن إبراهيم مر في أرض كربلاء وهـو راكبُ فرساً فعثرت بـه وسقط إبراهيم وشج رأسهُ (مثل ما يفعل المطبرون عيناً ) وشج رأسهُ وسال دمه فأخذ في الاستغفار (بدأ يقول استغفر الله ربي وأتوب إليه ) وقال : إلهي ،، أي شيءٍ حدث مني ؟ هل حدث مني ذنبٌ ؟ فنزل إليه جبرائيل عليه السلام وقال : يا إبراهيم ، ما حدث منك ذنبٌ ولكن ،، هنا يُـقتل سبط خاتم الأنبياء وابن خاتم الأوصياء فسال دمكَ موافقةً لدمه ، إحفظ ، سال دمكَ موافقةً لدمه ، طيّــب .
وإن موسى كان ذات يوماً سائراً ومعه يوشع ابن نون ( وصيـّهُ)... عليهم السلام ، فلما جاء إلى أرض ِ كربلاء انخرق نعلهُ وانقطع شراكهُ ودخل الحسك في رجليه وسال دمهُ ، فقال : إلهي أيُ شيءٍ حدث مني ؟
فأوحى إليه : أن هنا يـُـقتل الحسين وهـنا يسفك دمهُ فسال دمكَ موافقةً لدمه.
ماذا نفهم من هذه الروايات ؟
أن الله تبارك وتعالى يحب من عبده أن يسال دمهُ أو أن يسيل دمه موافقةً لدم الحسين عليه السلام (أن يوافق دم الحسين)
الموافقة تارةً تكون مكانيةً كما في أرض كربلاء .
تارةً تكون شنو؟
زمانية كما في يوم عاشوراء (وهو يوم التطبير المقدس)
فعلى أي أساس يقال : أن التطبير محرم؟
على أي أساس يقال أن التطبير خرافة ؟
ألا يتقـون الله ، هـذه إساءةٌ لأنبياء الله ، للإمام زين العابدين ، للإمام الرضا ، للإمام صاحب الأمر والزمان (الذي يؤكد في زيارة الناحية المقدسة لجده الحسين يقول: ولأبكين عليك بدل الدموع دما )
إخراج الدم من البدن موافقةً لدم الحسين (استذكاراً لمظلومية الحسين، لمصيبة الحسين ، استشعاراً للويلات التي جرت على الحسين عليه السلام ) هذا أمرٌ مستحبٌ ،،
أساساً هي هذا أو هو هذا التطبير هو بذاته ما هو؟
هو بالأصل نوعٌ من أنواع الحجامة ، والحجامة مشروعة مسنونة باتفاق أهل الإسلام قاطبة (كل المسلمين يقولون) لماذا؟
لأن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يحتجم (وتعلمون أن الحجامة أنواع)
واحدة من الأنواع التي كان يحتجم رسول الله صلى الله عليه وآله بها هي حجامة الرأس ، وكان يسميها المغيثة (يعني المغيثة من الأمراض ) وفي روايةٍ أخرى المنقذة (يعني المنقذة من الأمراض) .
الشيخ الحر العاملي في الوسائل يروي هذه الرواية عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: الحجامة على الرأس على شبـر ٍ من طرف الأنف (تحسب شبر من طرف الأنف) وفتر ٍ ما بين الحاجبين (يعني من هذا الموضع ما بين الحاجبين ) فتر ..
الفتر يعني : المسافة ما بين الإبهام والسبابة،
يقول هذا الموضع وين يوصل بالرأس (يعني الربع الأول تقريباً من الرأس أو الثلث الأول من الرأس)
يقول الحجامة على الرأس على شبـر ٍ من طرف الأنف وفـتر ٍ ما بين الحاجبين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسميها المنقذة ... يقول: عليكم بالمنقذة، عليكم بالمنقذة...
قيل: وما المنقذة يا رسول الله
قال: هاي الحجامة هاذه النوع ،، تنقذكم من الأمراض،
وهو أمرٌ ثابتٌ طبياً ، أنه التطبير (حجامة الرأس) تنفع للوقاية من السكتة الدماغية ومن الجلطة ومن أنواع كثيرة من البلايا ، لأنه هذا الدم الذي يخرج هو دمٌ فاسد هو بالأصل (هذا دم فاسد يكون متجمع) مو دم نقي مثل دم الفـصد (الذي يكون من العروق)
اللي الآن يقولون تعالوا تبرعوا بالدم (بدلاً من هذا) ، هذا بدلاً من هذا،
منو قال هذا بدلاً من هذا ؟
هذاك دم فاسد شنو ربطه بهذا الدم النقي ؟ ما له ربط.
في حديثٍ آخر : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحتجم على رأسهِ ، ويسميها مغيثةً أو منقذةً .
هذه الأحاديث لم تروى فقط عندنا (حجامة رسول الله صلى الله عليه وآله) وإنما حتى المخالفون في كتبهم يرونها أيضاً، فإذن ( الحجامة بما هي ، هي) التطبير بما هـو ، هـو ،
هو مستحبٌ بالأصل ، هو أساساً مستحب ، الإنسان يطبـــّـر أي يوم بالسنة، مو مشكلة ،هذا نوع من أنواع الحجامة ، والحجامة شرعاً مسنونة مستحبة، لأنها من فعل رسول الله صلى الله عليه وآله ،
فكيف إذا قام الإنسان بالحجامة بنية المواساة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام ؟
يضاف استحبابٌ إلى استحباب، فيكون استحباباً مؤكداً وفي أعلى درجات الاستحباب ، صار معلوم .
القضية واضحة، ما تحتاج إلى جدال، ما تحتاج إلى نقاش، كل من يحاول أن يتنطع ليحرم هـذه الشعائر المقدسة لا دليل له، انتو حتى شوفوا أدلتهم، أدلة مضحكة،
تارةً يقولون ضرر، خوب، من قال أن مطلق الضرر حرام؟
تعريض الإنسان لأي نوع ٍ من أنواع الضرر، من قال إنه حرام ؟
الإنسان حتى لما يذهب إلى الحج يتضرر، كل الناس الذين يذهبون إلى الحج يمرضون، وبعضهم يموتون أيضاً، لكن يقول أحدٌ بتحريم الحج ؟
ليس مطلق الضرر حرام.
تارةً يقولون: بأنه لا هذا يشوّه سمعتنا ، يجعل الآخرين (غير الشيعة) يستهزئون بنا (يقولون انظروا إليهم ماذا يصنعون؟)
وهل هـذا بالله، بالله عليكم، هل هذا دليلٌ شرعيٌ ؟ يعني لأنه الغير يستهزئ بنا نحن نلغي أحكامنا الشرعية، نلغي أعمالنا العبادية .
{فأصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين}* خلاص
شعليك أنت بالمستهزئين ؟ خليه يستهزئ ،
هنالك ، من يستهزئ بالحج ، يستهزئ بالصلاة، الغربيون يستهزئون (المشركون يعني بشكل عام) يستهزئون بالحجاب يقولون هذا الحجاب شنو هاذه ، عمل الجاهلي الخرافي هاذه، عمل رجعي ، يصفونه هكذا أنه الحجاب من الأعمال الرجعية ،
ماذا نفعل حتى نرضيهم ؟ نقول لبناتنا خلاص كونوا سافرات ، أو كن سافرات خلاص ،
هل هذا يجوز؟
من يريد أن يستهزئ فليستهزئ ،لا علاقة لنا به ، نحن لدينا حضارتنا (حضارة أهل البيت ،تراث أهل البيت ) تعاليم الإسلام ، هو يريد أن يستهزئ فليستهزئ مو مهم ،
أنا أتذكر ذات مرة، أنه قرأت كتاب لواحد دكتور أو بروفيسور ألماني، مترجم إلى اللغة العربية كان الكتاب،من قديم قرأته، ما أتذكر هم اسم ذلك الدكتور، هذا الدكتور كان كاتب حول الحضارة الإسلامية، وحول دين الإسلام بشكلٍ عام ، فهو يقول في كتابه (هذا مقطع من كتابه) يقول أنا وجدت أن كل تعاليم الإسلام في القمة، وكنت أنا على وشك أنه أدخل في دين الإسلام (أردت أن أدخل دين الإسلام) ولكن شيء واحد أوقفني عن دخول الإسلام (صدني عن دخول الإسلام) ما هو؟
قال: أ.. الحج ، وبدأ يستهزئ بالحج ، انه شنو هاي الممارسات الرجعية المتخلفة ، تعالوا أتعروا إلا من قطعتين أيها الرجل وطوف وروح ما أدري على مكان معين ارمي سبع حصيات على أساس أنت ترمي الشيطان وهالخبصة وهالعالم وهالأسلوب واتذبح مليون بهيمة أجلكم الله .... شنو هالأعمال شنو هالأفعال !!
مو مهم ،، فيقول هذا شيء جعلني أبقى على كفري (أو أبقى على نصرانيتي) ما أدخل هذا الدين وإلا سائر أمور الإسلام جيدة وممتازة وسليمة ما بيها أي إشكال ، تتوافق مع عقلي ،
ماذا نفعل حتى نرضي هذا الدكتور الألماني؟ نروح نلغي الحج يعني؟ ، نلغيه؟
يا أخي هذا ليس دليلاً عقلائياً أصلاً فضلاً عن كونه شرعياً ، ليس دليلاً عقلائياً حتى نلغي ممارساتنا التعبدية ، خلاص من يريد أن يستهزئ، يستهزئ .
ثم إذا لاحظنا من هو هذا الذي يستهزئ؟ ، عادةً وعلى الأعم الأغلب تجده جاهلاً، من الجهّال من العوام الذين لا يدركون حقيقة هذه الشعائر المقدسة وعظمتها ودورها في تثبيت الدين، وإلا إذا لاحظت أنت المفكرين والأكاديميين وأهل الوعي والعقل والثقافة تجدهم يحترمون هذه الشعائر حينما ينظرون إليها نظرةً علمية.
دكتور نصراني اسمه آ..جوزيف عفواً بولس جوزيف الحلو، دكتور نصراني لبناني، دكتور في إحدى الجامعات اللبنانية هذا أجرت معه مجلة المنبر مقابلة مفصلة حول مجموعة قضايا ، من بين القضايا التي نوقشت معه قضية الشعائر الحسينية، سألوه هذا السؤال هذا نصاً أنقله: هناك من يرى أن الشعائر الحسينية خرافة وتسبب نظرةً سلبيةً عن محييها في عيون العالم (يعني الذين يحيون هذه الشعائر تسبب نظرة سلبية في عيون العالم) هل هذا صحيحٌ من وجهة نظركم؟
شوفوا جوابه شنو يقول؟ نصراني ها ،نصراني لا مسلم ولا شيعي أصلاً
يقول: هذا هراءٌ ، هراء (خلي ذولة اللي يشككون في الشعائر الحسينية أجيب عليهم بهذا الجواب)
هذا هراءٌ وهـو بعيدٌ كل البعد عن الحقائق العلمية، لأن الخرافة كما هو معلومٌ عبارةٌ عن شيء ابتكره العقل البشري لنموذج ٍ أو صورةٍ معينة مستعصيةٍ على فهمه ولذا فانه مع تطور العقل البشري لا يمكن لهذه الخرافة أن تستمر، إن الأصل في الخرافة أنها لا تدوم ولا تبقى ، بل تزول بزوال مخترعها ، أما الشعائر أو الطقوس الدينية فإنها مرتكزةٌ على أسس ٍ عقائدية وإيمانيةٍ لا تعرف النقص ولذا فإنها بقت واستمرت ،، خوب ،، هذا سؤال،
سؤال ثاني أخطر يسألونه يقولون له:
وماذا عن التطبير الذي يمارسه الشيعة يوم العاشر مواساةً لإمامهم الحسين عليه السلام ؟، ما تقييمكم له من وجهة النظر الأكاديمية؟ (مو وجهة نظر شرعية ، من وجهة نظر أكاديمية حضارية ماذا تقولون؟)
جوابه:
التطبير نموذج من نماذج استشعار الألم (يعني الإنسان يشعر بالألم الذي وقع على الحسين عليه السلام) نموذج من نماذج استشعار الألم وإيذاء الجسد للوصول إلى حالة الاستذكار الكامل (حتى يستذكر الإنسان تماماً ماذا جرى على إمامه) والتطبير من وجهة نظري (هو يقـول) هو الشعيرة الأكثر تحريكاً للمشاعر والأحاسيس ، الشعيرة الأكثر تحريكاً للمشاعر و الأحاسيس ، يعني الرجل يمتدح هذه الشعائر وهو من خارج عالم التشيع يقول اعرفوا قيمة هذه الشعائر التي عندكم، اعرفـوا قيمة هذا الذي تصنعونه ،
أنت حينما تطبّر في يوم العاشر من محرم ..
أولا: تصنع حجامة فعل رسول الله مستحبٌ
ثانياً: تواسي أمامك الحسين
ثالثاً: تستذكر ماذا حصل على إمامك الحسين تشعر أنك في أجواء المعركة وتــُسيل دمكَ موافقةً لدم إمامك ، كما أمر الله عز وجل وكما صنع بأنبيائه،،،
بعد كل هذا يأتي هؤلاء الذين يشعرون بأنفسهم أنهم صغار أمام الغير ، أمام النصارى، أمام الكفرة ، أمام المخالفين النواصب ، يشعرون بأنهم صغار وأنهم أقل منهم ، ويشعرون بالخجل فلا يأتون ليدافعوا عن شعائرهم أمام الغير ويمجدوا بها ،لا بالعكس يتنازلون عنها ، هذا تنازلوا عنه ، زيارة عاشوراء تنازلوا عنها ، حديث الكساء تنازلوا عنه ، ما أدري دعاء الندبة تنازلوا عنه ، ما تركوا شيئاً في عقيدتنا وأحكامنا إلا وشككوا به ...
شتقول لهؤلاء ؟
ألا يتقون الله ،، إلى متى هذه الموجة في التشكيك في عقائد الناس إلى متى ؟
هؤلاء الذين يشككون خارجون عن التشيع الأصيل، هؤلاء يعانون من عقد النقص والحقارة أمام الغير ، يريدون استيراد الثقافات المناوئة لثقافة أهل البيت عليهم السلام ، يريدون أن ننسجم معهم ، بدئوا يشككون حتى في التربة الحسينية المقدسة ، قال قائلهم ذاك اليوم ، اجروا معه مقابلة في إحدى القنوات ، ويدعي أنه مرجع ، الله أكبر هاي الأيام مراجع حواسم بكثرة أكو ، مراجع على يعني ، ما أدري أشلون أوصفهم حقيقةً ، لا أعرف كيف أصفهم؟
لا أعرف
كلمن صار مرجع هاي الأيام
هذا راح وسألوه عن التربة الحسينية المقدسة
قال: لا قداسة لتربة الحسين
ماكو قداسة أصلاً
هاذه نص تصريحه، نص تصريحه مع إحدى القنوات ، هاي قناة العربية كانت
هاي نص تصريحه
وأنه لا، الإنسان يصلي على أي شيء مو لازم أنه ... تربة الحسين شنو؟
ليش مقدس هذا التراب؟
الله أكبر
وصلنا إلى هذه المستويات، وصلنا إلى هذه المستويات في هذا الزمن الأغبر،
يأتي هؤلاء
لكي يسيئوا إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام ،شخصياً ،
أي تعدي على شعائر الحسين ، على تربة الحسين ، على أي شيء ٍ منسوب للحسين عليه السلام،
هو تعدي عليه شخصياً صلوات الله عليه
واحد كان من المشايخ، في قم المقدسة، نعرفه
هذا كان لا يروق له شعيرة التطبير والمشي على النار ، وأمثال هذه الشعائر،
فكان يهرج ضد الذين يقيمون بهذه الشعائر
بالليل رأى في المنام أنه في يوم القيامة (قضية مفصلة) وجاءوا به الملائكة ،
فقال: أنا أريد أن أذهب إلى الجنة
قالوا: لا، وين تروح إلى الجنة؟ مالك مجال..
عجيب
أنا معتقد بالإمامة، معتقـد بأئمة أهل البيت هم يشفعوا لي
معتقد بالحسين عليه السلام
قالوا: معتقد بالحسين هـسة نوديك للحسين عليه السلام يا الله
ودّوه للحسين عليه السلام
الحسين أعرض بوجهه عنه.
استيقظ من النوم عرف بأنه هذه رسالة من أبي عبد الله الحسين، أنه لماذا تشكك في شعائري؟
ليش تشكك الناس؟ لماذا تستهزئ بالناس ؟
نحن ننصح هؤلاء وخصوصاً الشباب الأعزاء
لا تجعلون هؤلاء الذين يعانون من الأمراض والعقـد يشككونكم في دينكم ، وفي شعائركم ، حافظوا على هذه الشعائر المقدسة التي حفظتها الأجيال الشيعية ، جيلاً بعد جيل
هم يدعون أنه هذه الشعائر جاءتنا من الآخرين، لا لا لا أبداً
شعائر جاءتنا من صميم التشيع، من المؤمنين المخلصين هم الذين رتــّـبوا أمر هذه الشعائر،
كانت إلى حد ٍ قريب هـذه تقام بما فيها الإدماء والمواساة والتطبير لسيد الشهداء عليه السلام ...
كانت تقام حتى في القاهرة ، لاحظوا
هنالك كتاب اسمه المدائح النبوية لواحد من الأدباء المصريين المعروفين جداً
اسمه زكي مبارك هذا الأديب. معروف
هو أيضاً من ، يعتبر من مشايخ الأزهر ، يعتبر
عنده كتاب اسمه المدائح النبوية، هذا الكتاب ألفه في سنة 1935 ميلادية، ماذا يقول هناك؟
يقول: كانت عادة النوح على الحسين في يوم عاشوراء تجري في القاهرة إلى زمن ٍ قريب
(هو يقول حينما ألــّّـف هذا الكتاب) يقول إلى زمن ٍ قريب كانت تجري هذه العادة في القاهرة ،وكنت أسمع بأخبار ذلك وأنا طالبٌ بالأزهر ( لـمـّـا كنت طالب ) فلا أصدّق، لأني كنت أقضي يوم عاشوراء بين أهلي في الريف ( ليش طبعاً؟ لأنه كان عطلة رسمية الأزهر يعطونهم عطلة رسمية في يوم عاشوراء لأنه يوم فرحة هاذه ، يوم عيد ، يذهبون ليتزاورون مع عوائلهم في الأرياف وما أشبه ، لا إله إلا الله)
يقول فلا أصدق لأني كنت أقضي يوم عاشوراء بين أهلي في الريف، فبقيت في القاهرة عمداً في أحد الأعوام
( أحد الأعوام بقيت عمداً، فماذا رأى ؟)
ورأيت الموكب بعيني (يقول شفت) وكان الشيعة يطوفون حول مسجد الحسين رضي الله عنه (هو يقول) وأجسامهم مخضبة بالدماء (هذا هو يقول)
هاذه وين كان يجري؟ في القاهرة،.. قبل عهد ٍ قريب ،
إذاً كانت هذه الشعائر شعائر عالمية في الواقع، أينما تجد الشيعة، في أي بقعة ٍ من الأرض تجدهم هذه الشعائر معهم دائماً، شعائر أبي عبد الله عليه السلام، أيا ً كانت
ما يهمنا اللي يستهزئ ، خل يولـــّـي
المهم ما عندنا نحن
نحن نلتحق بركب سيد الشهداء، بسفينة النجاة
هاي التطبير كان يمارس في القاهرة، وما كان شيء يقع على هؤلاء، إلى عهد ٍ قريب.
عباس محمود العقاد ، تعرفونه هم أديب شهير جداً عنده كتب مفصلة ، أديب مصري، أيضاً يقول في كتاب ٍ من كتبه أسمه الحسين أبو الشهداء (عنده كتاب اسمه الحسين أبو الشهداء)
في هذا الكتاب ينقل هذا الشيء
يقول: أنه في سنة من السنوات أنا أبلغوني في مصر أنه الشيعة في مصر يضربون رؤوسهم ويسيلون الدماء من أنفسهم وهذه أعمال تافهة وإلى ما هنالك من أقاويل ، فكنت استهزئ بهم ،
لكن ذات مرة صممت على أن أذهب لكي أرى ماذا يصنعون بالفعل ( أراه مباشرةً )، فيقول بالفعل ودّوني إلى مجلس من المجالس، كان يوم العاشر من محرم (مفصل كلامه) ووجدت هؤلاء يطبّــرون (يشدخون رؤوسهم ، يسيلون الدماء)
يقول: اهتززت من الداخل، فلما خرجت علمت (هذا نص كلامه) علمت بأن الشيعي أقوى رجل ٍ في العالم.
هذا الشيعي الذي يأتي ويخضب نفسه بالدماء ، حباً وعشقاً لسيد الشهداء عليه السلام لإمامه ، هذا مستعد لكل شيء ، هذا يقول يعني بتعبير آخر أنا فدائيٌ للحسين ، أنا مستعد
ولذلك تجد هؤلاء الذين يطبـّرون ،الشباب الذين يطبـّرون ، تجدهم بالفعل أقوياء القلب، شجعان ،
هؤلاء بإذن الله تعالى يكونون هم الكتيبة الأولى من كتائب المولى صاحب الزمان صلوات الله عليه حينما يظهر،
لأنهم قد تمرسوا على الحرب، خلاص
هذا كان التطبير بالنسبة إليهم عبارة تدريب نفسي وعسكري لأنفسهم، خلاص
بعد ما يخاف من منظر الدم ،ما يخاف من منظر الحرب أبداً ، مستعد خلاص يروح
هذا تدريب، عيناً مثل المناورات العسكرية ، مناورات العسكرية التي تجري الآن بالنسبة إلى الجيوش،
أحد يستشكل بها ، أو يستشكل عليها؟
مع أنه يتسبب فيها أحيانا ً قتل أيضاً بالخطأ ، يـُـقتلون ، بعضهم يتعرضون إلى إعاقات دائمة بسبب هذه التدريبات العسكرية (المناورات) ، لكن مع ذلك كل العقلاء اتفقوا على أن هذه المناورات مهمة وضرورية حتى تنزع الخوف من قلوب العسكر (العسكريين) وكذلك تدربهم على الحرب ،
كذلك الأمر بالنسبة إلينا يا أخي، نريد أن ندرب شبابنا على هذا الشيء.
الشباب الذين حرموا أنفسهم من المشاركة في هذه الشعائر المقدسة هم فعلاً محرومون حقيقة من يعني أجر ٍ عظيم ، محرومون من أجر ٍ عظيم ومن توفيق ٍ أعظم.
هذه الشعائر المقدسة يجب أن يحافظ عليها ، يجب أن نهتم بها، أن ننشرها ، هذه حضارة يجب أن نفخر بها ، لا أن نخجل منها ،
هذا من يريد أن يستشكل على هذه الشعائر أو يهزئ بها، اعلموا أنه ليس بعالم وهزئه يمتد إلى الهزء (والعياذ بالله) بالإمام زين العابدين ، بالأئمة المعصومين ، بأنبياء الله والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ،
هذا وصلى الله على سيدنا محمدٍ وأهل بيته الطيبين الطاهرين.