بسم الله الرحمن الرحيماللهم صلي على محمد وآل محمد
ولادته : ولد بلال بن رباح الحبشي في مكة ، وكان من موالي قبيلة بني جمح ، وأصله من
الحبشة ، ولم نعثر على تاريخ ولادته .
سيرته : يُعدُّ بلال من كبار الصحابة ، ومن السابقين إلى الإسلام ، وتحمل الأذى الكثير
في سبيل الله عندما كان في مكة ، شأنه في ذلك شأن الأبرار من الصحابة الذين أسلموا
في بداية الدعوة السرية .
وبعد هجرته إلى المدينة المنورة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصبح المؤذن الخاص به ، وهو أول من أذن في الإسلام .
وبعد فتح مكة عام ( 8 هـ ) أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بتهديم الأصنام
التي كانت فيها .
وعندما حان موعد صلاة الظهر من ذلك اليوم أمر النبي ( صلى الله عليه وآله )
بلالاً بالصعود إلى سطح الكعبة ليرفع فيها الأذان لأول مرة .
وما أن ارتفع صوت بلال بنداء التوحيد حتى اقشعرت أبدان ما تبقى من المشركين
وتزلزلت الأرض من تحتهم بنداء ( لا إله إلا الله ) الذي خرج من حنجرة بلال ، حتى
قال البعض منهم : الموت لنا أفضل من أن نسمع هذا النداء .
ولاؤه للزهراء ( عليها السلام ) : روي أن بلالاً تأخر في أحد الأيام عن الأذان في المسجد ، فقال له رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) : ( ما الذي أخّرك عنّا يا بلال ؟ هل حدث لك شيئاً ) ؟ فقال
بلال : كنت في بيت فاطمة ( عليها السلام ) فوجدتها تطحن ، والحسن (عليه السلام) يبكي ، فقلت لها :
إما أن أساعدك في الطحن أو تدعيني أُسكِت الحسن ؟ فقالت ( عليها السلام ) : ( الأم
أولى بولدها ) ، فأخذتُ المطحنة وجعلت أطحن القمح ، فكان ذلك سبب تأخيري ، فقال له
الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : ( رحمتها رحمك الله ) .
موقفه من بيعة أبي بكر : روي أن بلال قال لعمر بن الخطاب : أنا لا أبايع إلا من استخلفه رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) [ يقصد بذلك علياً ( عليه السلام ) ] ، والذي ستبقى بيعته في
أعناقنا إلى يوم القيامة ، فقال له عمر : إذن أُغرب عنا وإذهب إلى الشام ، فذهب إلى
الشام ومات هناك .
وفاته : توفّي الحبشي ( رضوان الله عليه ) سنة 18 هـ أو 20 هـ في الشام بمرض الطاعون ،
وكان عمره بين الستين والسبعين .