[center]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
-لقيت كميل بن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : أوصاني يوماً فقال لي :
يا كميل .. قلْ عند كلّ شدةٍ : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تُكفَها ، وقلْ عند كلّ نعمةٍ : الحمد لله تزد منها ، وإذا ابطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يُوسّع عليك فيها.
يا كميل .. إذا وسوس الشيطان في صدرك فقلْ : أعوّذ بالله القويّ من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمّد الرضيّ من شرّ ما قُدِّر وقضى ، وأعوذ بإله الناس من شرّ الجِنَّة والناس أجمعين وسلّم ، تُكفَ مؤونة إبليس والشياطين معه ، ولو أنّهم كلّهم أبالسة مثله.
يا كميل .. إنّ لهم خدعاً وشقاشق وزخازف ووساوس وخيلاء على كلّ أحد ، قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فبحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة.
يا كميل .. لا عدوّ أعدى منهم ولا ضارّ أضرّ بك منهم ، أمنيّتهم أن تكون معهم غداً إذ اجتثّوا في العذاب الأليم ، لا يُفتّر عنهم بشرره ، ولا يقصر عنهم خالدين فيها أبدا ً....
يا كميل .. إنّهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم تجبهم مكروا بك وبنفسك : بتحسينهم إليك شهواتك ، وإعطائك أمانيك وإرادتك ، ويسوّلون لك ويُنسونَك ، وينهونك ويأمرونك ، ويُحسنون ظنّك بالله عزّ وجلّ حتى ترجوه ، فتغترَّ بذلك فتعصيه ، وجزاء العاصي لظى.
يا كميل .. احفظ قول الله عزّ وجلّ :{ الشيطان سوّل لهم وأملى لهم } والمسوِّل الشيطان ، والمملي الله تعالى ....
يا كميل .. إنّ إبليس لا يَعِدُ عن نفسه ، وإنّما يَعِد عن ربّه ليحملهم على معصيته فيورّطهم .
يا كميل .. إنّه يأتي لك بلطف كيده ، فيأمرك بما يعلم أنّك قد ألفته من طاعة لا تَدَعُها ، فتحسب أنّ ذلك مَلَك كريم ، وإنّما هو شيطان رجيم ، فإذا سكنت إليه واطمأننت ، حملك على العظائم المهلكة التي لا نجاة معها ....
نسالكم الدعاء